هل شعرت يومًا بالفضول نحو سر حياة اليابانيين وطول أعمارهم؟ تعتبر عادات الحياة في اليابان متفردة في مختلف النواحي. ومن بينها العادات الصحية التي يتميز بها اليابانيون عن غيرهم من الأمم. وتجعلهم في مقدمة الشعوب المعمرة التي يعيش أبناؤها بصحة ولياقة كبيرتين حتى سن متأخرة. إليك أهم ثلاث عادات يتبعها اليابانيون لحياة أطول دون مشاكل صحية:
شرب الماء عند الاستيقاظ من النوم
يعد شرب الماء شيء بديهي. لذلك فحين نسمع أنها عادة صحية قد يثير الأمر الاستغراب. ولكن أهمية شرب الماء لجسم الإنسان كبيرة، خصوصًا في الصباح على معدة فارغة. وتعد عادة شرب الماء صباحًا في اليابان من العادات الصحية التي يتوارثها اليابانيون وتساهم بشكل كبير في حمايتهم من العديد من المشاكل الصحية الشائعة. وقد أثبتت دراسات يابانية أن الالتزام بهذه العادة يشفي العديد من الأمراض كالسل وآلام الرأس والتهاب السحايا والتهاب المعدة والكثير من مشكلات المعدة. وللاستفادة من هذه العادة عند الاستيقاظ يجب أن تشرب حوالي 600 ملل من الماء، ويفضل ألا تشرب أو تأكل شيئًا لمدة ساعة على الأقل. وضع باعتبارك أن أي مشكلة صحية تواجهها ستقل مع مرور الوقت حتى الوصول إلى الشفاء التام عند الالتزام بشرب الماء صباحًا.
النظام الغذائي الياباني التقليدي:
يعد النظام الغذائي الياباني من أفضل الأنظمة الغذائية للدول. فهو نظام غني بالحبوب والفواكه والخضروات ويتسم بالتنوع والتوازن. وبعكس معظم الدول كالولايات المتحدة ودول أوروبا لا يأكل اليابانيون الكثير من اللحوم الحمراء، بل يستبدلونها بالأسماك التي تحتوي على نسبة كوليسترول أقل بكثير. وبهذا يحمون أنفسهم من الأمراض المصاحبة لارتفاع الكوليسترول كأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ومن المكونات الرئيسية في المطبخ الياباني: الأعشاب البحرية، والسمك، والخضروات المخللة، وشاي "ماتشا" بالإضافة إلى "الميسو" ومعجون "أومامي" الذي يحتوي على الصويا. كما تكثر الأصناف البحرية في الأكل الياباني. كذلك فإن أهم الأشياء التي قد تراها غريبة في اليابان شرب الشاي الأخضر بكثرة فلا تجد اليابانيين يشربون القهوة أو المشروبات الغازية وعوضًا عن ذلك تمتلئ آلات بيع المشروبات بالشاي الأخضر المعلب.
وجود سبب للاستيقاظ كل يوم:
تعد فلسفة "إيكيجاي" أحد أهم الفلسفات اليابانية للصحة والسعادة وتعني "وجود سبب". وتدور حول امتلاك دافع للنهوض من السرير في الصباح وشغف نحو الحياة وهي من أسرار اليابانيين لحياة سعيدة وطويلة. وتعتبر هذه العادة في مجال الصحة النفسية عاملًا إيجابيًا للاستقرار والشعور بوجود دور مهم للإنسان في الحياة. ويركز هذا المفهوم على وجود هدف في الحياة، ويقلل صحيًا من أمراض الاكتئاب والتوتر. حيث وجد باحثون في جامعة "توهوكو" أن الأشخاص الذين يؤمنون بهذا المفهوم يمكن أن يقل لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب ويعيشون لمدة أطول. وتتمحور حياة اليابانيين وفق هذه الفلسفة حول الانغماس بالعمل والتركيز فيه بطاقة ومتعة، وعيش سنين حياتهم دون القلق من المستقبل، والسعي للتفكير بإيجابية. وكذلك فإن الابتسامة أحد أسرار هذه الفلسفة والتكيف مع الأحداث الصعبة كما يحرصون على عيش حياة هادئة بعيدًا عن السرعة والضجيج. ويتجنبون التفكير في الماضي والوقوف عند الأحداث السيئة حتى لا تؤثر ذكرياتهم في حاضرهم ومستقبلهم، أو كما يقول اليابانيون "السعادة صحة جيدة وذاكرة سيئة".
