Sunday, 06 Oct 2024

توصية: لا تنم مع هاتفك الذكي أو ضعه في وضع الطيران

يمكن أن تكون الهواتف الذكية مفيدة في الليل لإرسال رسالة نصية، والتحقق من الوقت، وضبط المنبه، وإلقاء النَّظْرَة على التقويم، واستخدامها كمصباح يدوي، وقراءة كتاب، وغير ذلك الكثير. ومع ذلك، هل الإشعاع الضئيل الذي يصدره الهاتف يستدعي القلق؟

كم من الناس ينامون مع هواتفهم؟

ينام عدد مذهل من الناس - بمن فيهم الأطفال - مع هواتفهم. وفقًا لمسح أجراه بنك أمريكا عام 2015، قال إن "71 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع ينامون مع هواتفهم الذكية أو بجانبها".

وكلما كنت أصغر سنًا، زادت احتمالية مشاركتك في هذا السلوك المحفوف بالمخاطر. في عام 2010، خلص مركز Pew Research إلى أن "جميع الشباب تقريبًا (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا) يتحققون من أن هواتفهم ليست بعيدة جدًا في الليل؛ 90٪ ينامون بالكامل وهاتفهم الخلوية على سريرهم أو بجوارهم مباشرة".

تصدر الهواتف المحمولة إشعاعات ضارة

الهواتف المحمولة، مثل جميع التقنيات اللاسلكية، قادرة على الاتصال عن طريق إرسال واستقبال نوع من الإشعاع يسمى EMF، أو الإشعاع الكهرومغناطيسي. ففي الواقع، هاتفك الخلوي ليس مجرد مصدر لإشعاع EMF - إنه في الواقع عدة مصادر للإشعاع. إشارة الخلية، وشبكة WIFI، والبلوتوث، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، كل هذه هي مصادر مختلفة لإشعاع EMF المنبعث من هاتفك عندما يكون قيد التشغيل.

والمجالات الكهرومغناطيسية غير مرئية، وهذا جزء من سبب سهولة تجاهلها. فوفقًا للدكتور جويل موسكويتز، خبير إشعاع الهاتف الخلوي من كُلْيَة الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، "حاليًا، لا نقوم بعمل جيد في تنظيم الإشعاع من هذه الأجهزة. في الواقع، ما نقوم به سيء". ولكن إذا كان بإمكانك تخيل إشعاع EMF المنبعث من هاتفك الخلوي، فسوف تندهش من مقدار هذا الإشعاع الموجود. وهذا ما دفع إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا إلى تحذير الناس من النوم مع هواتفهم، في أول إرشاداتها على الإطلاق لاستخدام الهواتف المحمولة.

المخاطر الصحية عند النوم مع هاتفك

إشعاع الهاتف الخليوي

هناك الكثير من المخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض لإشعاع الهاتف الخلوي. ربطت آلاف الدراسات العلمية التي تمت مراجعتها من جميع أنحاء العالم هذا النوع من الإشعاع بالعديد من النتائج الصحية السلبية، بما في ذلك السرطان والعقم واضطراب النوم. فالنوم مع هاتفك بجوار سريرك يعرض رأسك وجسمك لإشعاع EMF طوال الليل. وبالنسبة لمعظم الناس، تتراوح هذه المدة من 6 إلى 9 ساعات، أو 25٪ إلى 38٪ من حياتك حيث تتعرض بلا داع لإشعاع الهاتف الخلوي. وكلما زاد تعرضك لهذا النوع من الإشعاع، زادت المخاطر الصحية الخاصة بك.

مرض السرطان

يحذر المعهد الأمريكي للسرطان في عدة دراسات من أن إشعاع الهاتف الخلوي يمكن أن يساهم في نمو وتطور أنواع متعددة من الأورام. وتدرج منظمة الصحة العالمية إشعاع الهاتف الخلوي على أنه مادة مسرطنة من الفئة الثانية (ب).  ولا يسبب أورام المخ فقط، بل أثبت العلم وجود روابط بين التعرض لإشعاع الهاتف الخلوي وتطور الإصابة بسرطان الجلد.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في عام 2011 من أن استخدام الهاتف المحمول قد يكون مادة مسرطنة للإنسان، خاصة عند الأطفال، الذين تكون فروة رأسهم وجماجمهم أرق من البالغين، وأكثر عرضة للإشعاع. لذا، إذا كنت قلقًا جدًا بشأن خطر الإصابة بالسرطان، فحاول إرسال رسالة نصية بدلًا من الاتصال، أو أبعد الهاتف عن أذنك، أو استخدم سماعة الأذن أو إعداد مكبر الصوت قدر الإمكان – وبالتأكيد، لا تنم والهاتف بجوار رأسك.

اضطراب النوم من المجالات الكهرومغناطيسية

هناك نوعان من القُوَى الرئيسية التي تربط بين الهواتف المحمولة والحرمان من النوم. الأول هو إشعاع EMF وهناك العديد من تأثيرات إشعاع الهاتف الخلوي على جسم الإنسان. ففي إحدى الدراسات العلمية لعام 2008 التي أجريت في السويد وجامعة وين-ستيت، أظهر الباحثون أن أولئك الذين استخدموا هواتفهم لأكثر من ثلاث ساعات قبل النوم قد عانوا اضطراب يمكن قياسه في نومهم، بالإضافة إلى تضاؤل حدة الذهن والقدرة على التركيز. النوم مع هاتفك الخلوي في غرفة نومك يزيد بشكل كبير من تعرضك لهذا النوع من الإشعاع - ولا سيما النوم مع الهاتف الخلوي بالقرب من رأسك.

اضطراب النوم من الضوء الأزرق

القوة الأخرى التي تسبب اضطراب النوم المنبعثة من الهواتف المحمولة تسمى الضوء الأزرق. الضوء الأزرق كما يوحي اسمه هو نوع من الضوء في الجزء الأزرق من طيف الألوان ويحاكي ضوء النهار. تصدر جميع الشاشات الرقمية تقريبًا (من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب وأجهزة التلفزيون) قدرًا كبيرًا من الضوء الأزرق. لذلك عندما ننظر إلى جميع شاشات أجهزتنا في الليل، فإننا نخدع أجسادنا في التفكير في أن الوقت نهار. أظهرت الدراسات العلمية أن هذا النوع من الضوء يعطل إيقاعات الساعة البيولوجية لدينا، ويرتبط بمستويات الميلاتونين المكبوتة (التي تنظم إيقاع الساعة البيولوجية)، ويساهم في الأرق.

يخدع الضوء الأزرق المنبعث من شاشتك الرقمية الجسم ليظن أن الوقت صباحا، بينما يكون الوقت ليلًا ويجب أن تكون مستعدًا للنوم. الأشخاص الذين يعانون بالفعل من صعوبة في النوم، مثل أولئك الذين يواجهون مشكلات كالأرق، يكونون أكثر عرضة لهذا التأثير. ويذكر مقال ميرور أن عدد المرضى الذين يعانون من الأرق تضاعف ثلاث مرات في خمس سنوات فقط، ولكن الأشخاص الذين يتعرضون لمشكلة الأرق يدخلون المستشفيات أيضًا مع حالات أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدَّم، وأمراض القلب، والربو، أو السكتة الدماغية.

النوم المتقطع بسبب الإشعارات والتفحص السريع

إن فحص هاتفك يحفز الدماغ ويجعلك أكثر نشاطًا واستيقاظًا. حتى مجرد الفحص السريع يمكن أن يشغل عقلك. عندما يكون هاتفك معك في السرير، من الطبيعي أن تشعر بالحاجة إلى الاطلاع على الأخبار أو الرسائل، وهذا يجعل من الصعب النوم. وكل تلك الإشعارات من هاتفك يمكن أن تساهم أيضًا في النوم المتقطع، وإيقاظك في منتصف الليل مع التحديثات والأخبار والمعلومات. سيؤدي ذلك إلى التقليل من جودة نومك وجعلك تشعر بالتعب أكثر عندما تستيقظ في النهاية. وبين التأثيرات السلبية لـ EMF، والضوء الأزرق، وإلهاء المعلومات والإشعارات، لن؟؟ يفاجئك أن النصيحة الأكثر شيوعًا المقدمة للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في النوم، بصرف النظر عن الابتعاد عن الكافيين، هي إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية والتوقف عن استخدام الهواتف قبل النوم.

مخاطر الحريق

قد يكون من الصعب تصديق ذلك، ولكن كانت هناك تقارير متعددة عن انفجار الهواتف أو اشتعال النيران فيها في السرير. (هناك سبب لعدم سماح شركات الطيران لك بوضع بطاريات الليثيوم أيون في الأمتعة المسجلة).

ومن قصص الحوادث التي نسمعها كالآتي:

-  نامت فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا فوق هاتفها ثم ماتت عندما انفجر هاتفها تحت وسادتها بعد أن غلب عليها النعاس وهاتفها قيد الشحن.

- اشتعلت النيران في الهاتف الخلوي لفتاة تبلغ من العمر 13 عامًا أثناء نومها، بعد ارتفاع درجة حرارة بطاريتها.

- وذكرت سيدة ماليزية أن هاتفها انفجر في الفراش.

هذه فقط ثلاثة أمثلة. فإذا بحثت عن الأخبار المشابهة لها، فستجد المزيد، منذ سنوات. فهنالك عدد متزايد من الحوادث مثل هذه، لذا ينصح بعدم وضع هاتفك الخلوي تحت وسادتك.

أفضل الخيارات لتجنب النوم مع هاتفك

قد تسأل: "كيف يمكنني تجنب إشعاع الهاتف خلال النوم؟" الخبر السار هو أن هناك عددًا من الخيارات.

توقف عن استخدام الإلكترونيات قبل النوم من ساعة إلى ساعتين

إذا توقفت عن استخدام هاتفك وغيره من الأجهزة عالية التقنية قبل ساعة إلى ساعتين من النوم، فستقطع تعرضك لإشعاع EMF والضوء الأزرق لفترة صحية من الوقت، بينما يستعد جسمك للنوم. وسيؤدي ذلك أيضًا إلى إضعاف الرغبة في التحقق من البريد الإلكتروني أو التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي أو لعب أي لعبة. تحفز مثل هذه الأنشطة الرغبة في البقاء على اتصال، مما يقلل من وقت نومك ويساهم في الحرمان من النوم.

باختصار سيساعدك التوقف عن استخدام التكنولوجيا قبل النوم بساعة أو ساعتين على تهدئتك وإعدادك لقضاء ليلة من النوم العميق والمنعش.

فكيف تتوقف عن استخدام هاتفك قبل النوم؟ استبدل استخدامك التكنولوجي بنشاط إيجابي آخر: تحدث مع عائلتك، واقرأ كتابًا، واستمع إلى الموسيقى، ستلاحظ الفرق على الفور تقريبًا.

ضع هاتفك في غرفة أخرى أثناء النوم

هناك طريقة أخرى لتجنب الإشعاع الصادر من الهواتف المحمولة في الليل وهي وضع هاتفك في غرفة أخرى أثناء النوم. وإذا كنت بحاجة إلى أن تكون قادرًا على الوصول إليه في حالة الطوارئ، فارفع مستوى صوت الرنين حتى تسمعه.

شراء منبه بسيط يعمل بالبطارية

ساعة منبه بسيطة لا تصدر فعليًا أي EMF. إذا كنت تعتمد على هاتفك كمنبه، فمن السهل استبداله بمنبه قديم. ولماذا أقول إنه يجب أن يعمل بالبطارية؟ لأننا نميل إلى إبقاء المنبهات بالقرب من رؤوسنا. ويمكن لساعات المنبه التي يتم توصيلها بتيار متردد من مقبس الحائط الخاص بك توصيل كمية كبيرة من إشعاع EMF. أيضًا، تجنب الطرز ذات شاشات LED الحمراء، حيث يمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا لـ EMF.

خيارات إذا كنت بحاجة إلى هاتفك في غرفتك

هناك أشخاص يحتاجون، لسبب أو لآخر، إلى إبقاء هواتفهم في غرفة نومهم ليلًا. إذا كنت كذلك، فلا تزال هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتحسين جودة نومك وصحتك، حتى عندما تشعر بالحاجة إلى الاحتفاظ بهاتفك معك عندما تذهب إلى النوم.

حوّل هاتفك إلى وضع الطائرة، ولا تشحنه

إذا كنت تنام وهاتفك في غرفة نومك، فإن أفضل طريقة لتقليل تعرضك لإشعاع EMF من جهازك هي تشغيل وضع الطائرة. سيؤدي النوم مع هاتفك في وضع الطائرة إلى التخلص تقريبًا من انبعاثات الإشعاع الكهرومغناطيسي الضارة بهاتفك. وتحقق من عدم شحن هاتفك خلال نومك.

احتفظ بالهاتف على الأقل من 4-6 أقدام بعيدًا عن جسمك

إذا لم يكن وضع الطائرة متاحًا لك (على سبيل المثال، إذا كنت طبيبًا تحت الطلب، أو كنت بحاجة إلى التواجد في حالات الطوارئ)، فاحتفظ بهاتفك على مسافة أكثر أمانًا في أثناء النوم. وإلى أي مدى تكون المسافة التي عليها هاتفك عند النوم؟ نوصي بأن تتأكد من أن هاتفك على بعد 4 إلى 6 أقدام على الأقل من جسمك أثناء النوم.

 حوّل هاتفك إلى الوضع "الليلي"

قد لا تدرك ذلك، ولكن جميع الهواتف المحمولة الحديثة تتضمن شيئًا يسمى "الوضع الليلي". يؤدي هذا إلى تغيير لون الشاشة لتقليل انبعاثات الضوء الأزرق من هاتفك بشكل كبير. يمكنك حتى ضبط هاتفك للدخول تلقائيًا إلى الوضع الليلي وفقًا لجدول زمني.

ستحدث هذه التغييرات اختلافا حقيقيًا

نظرًا للمدة التي يقضيها كل منا في السرير كل ليلة، فإن تقليل تعرضك لإشعاع EMF للهاتف الخلوي خلال النوم يحدث فرقًا كبيرًا في تعرضك للإشعاع. وهذا بدوره يقلل من خطر تعرضك للعديد من الآثار الصحية السلبية، بدءاً من الآثار البسيطة نسبيًا مثل اضطراب النوم، وصولًا إلى السرطان والعقم.

هذا ليس تخمين، هذا هو العلم الحقيقي الراسخ، سيؤدي تشغيل الهاتف الخلوي في غرفة نومك إلى إضعاف جودة وكمية نومك بشكل سلبي، ولتحسين النوم، لا تنم وهاتفك بالقرب منك، إذا أجريت تغييرات كالتي ذكرناها في هذا المقال، لن تتمكن فقط من رؤية تحسن في نومك على الفور، بل أيضًا ستضمن تقليل أخطار الإصابة بمشاكل صحية على المدى البعيد. وعلى الرغم من أن بعضًا منها قد يبدو وكأنه تغيير كبير في سلوكك، يمكنني أن أؤكد لك أنه بمجرد تطوير هذه العادات، ستشعر بأنها طبيعية وسهلة، وستشعر بصحة أكبر وسعادة أكبر.

Related Post