نحو حياة أفضل
كيف تصبح شخصا
أفضل؟
هذا السؤال يطرحه
الكثيرون ممن يرغبون بالحصول على حياة جديدة، حياة أفضل حالا من التي لديهم.
ويريدون أن يولدوا من جديد. وقال لي البعض إنه لكي تصبح شخصا أفضل، يجب أن يكون
لديك هدف في الحياة، وأن تكون صادقًا مع نفسك. ويقول آخرون إذا كان لديك العزم على
مواجهة تجارب وتحديات الحياة، فمن المؤكد أنك ستصبح شخصًا أفضل، ولكن بنظري أن
الأمر أسهل من ذلك.
ونحن نهدف في مجلة
نافذتي إلى تمكين الناس من أجل تحقيق أقصى استفادة من حياتهم، بحيث يمكنهم الخروج
بفائدة من أي مواقف تواجههم. فلا ننسى أن هناك الكثير من البشر يعيشون على هذا
الكوكب، فالبشرية قد تجاوزت حاجز السبعة مليارات، مما يعني أن هناك سبع مليارات
فرد، من ثقافات مختلفة، بأحلام ورغبات وطموحات متنوعة، وكلٌ له سيرته الذاتية
الفريدة ومعاناته الخاصة. ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص الذين تمكنوا بطريقة ما من
تحقيق النجاح في حياتهم، بغض النظر عن الظروف التي نشأوا فيها، وأقصد هنا الأشخاص
الذين لم يتوقفوا أبدًا عن الوقوف مرة أخرى، ولم يستسلموا قط رغم قساوة الحياة
معهم، وهؤلاء هم قلة، لأن هناك أعدادًا كثيرة من الناس ليسوا سعداء بحياتهم على
الإطلاق.
أما المشكلة
الكبرى هي رؤية من يشعرون بالاكتئاب الشديد، على الرغم من حقيقة أن لديهم كل ما
يحتاجون إليه ليكونوا سعداء. أنا لا أتحدث بالضرورة عن امتلاك مبالغ ضخمة من المال
أو امتلاك الكثير من الأشياء الفاخرة مثل السيارات الرياضية والقصور والمجوهرات؛
ولكني أعني الأسس الضرورية للحياة السعيدة والمتمثلة في ثلاثية الصحة والحرية
والوعي العقلي. لذا، كيف يمكن لهذه الفئة أن تعيش حياتها على أكمل وجه، حتى لو
كانوا -في كثير من الحالات- أقل موهبة من غيرهم، أو حتى يفتقرون إلى أحد الأسس
الثلاثة للحياة السعيدة؟
بدايةً، يجب عليك –إذا كنت منهم- أن تتحلى بالواقعية وأن تتقبل ظروفك الحالية كي تستطع أن تستخدمها كأساس يمكنك من خلاله بناء الحياة التي تحلم بها. اقض المزيد من الوقت في فعل الأشياء التي تحبها حقًا مع الأشخاص الذين يشعرونك بتميزك وقدّر كل لحظة في حياتك، قدّرها كهدية ثمينة وتذكر أنك لا تعرف أبدًا كم من الوقت تبقى لديك. ولا تسمح للخوف والقلق بالسيطرة على حياتك، وبدلًا من ذلك تحلى بالشجاعة للمخاطرة. تعلم أن تكون سعيدًا بما لديك بالفعل، بدلًا من جعل سعادتك تعتمد على التأثيرات الخارجية، كالثروة والأشياء المادية. تعاطف مع الآخرين، واسعَ دائما لفعل المعروف وترك الأثر الجميل. اسمح لإبداعك بالتدفق، وانظر إلى أين يقودك ولا تسمح أبدًا للأعذار بالوقوف بينك وبين الحياة التي تطمح إليها.
م/ ســـمــــاح قـــائـــد
