Sunday, 06 Oct 2024
بين الأصالة والمعاصرة:

السيمفونيات التراثية مشروع يحلق بالفن اليمني إلى العالمية

أجرى اللقاء: سليم الأغبري

(تنويه: أجريت هذه المقابلة في فترة التحضير لحفلة القاهرة - نغم يمني على ضفاف النيل)

من عصارة الألم يولد الإبداع، ومن جحيم الحرب والصراع برز مشروع السمفونيات التراثية كطائر العنقاء حياً من تحت الرماد. لينذر بميلاد جديد للأمل رغم المعاناة. فحول فريق السمفونيات التراثية التحديات التي واجهتم إلى انتصار. وأصروا على إخراج الفن اليمني من الساحة الشعبية حيث نشأ وترعرع، إلى المسارح العالمية. ليس عن طريق الأداء على خشبات المسارح فقط، بل عن طريق تحويل الموسيقى اليمنية إلى نوتات موسيقية مكتوبة يمكن أن تعزف حول العالم. واستغل هذا المشروع التنوع الثقافي اليمني أحسن استغلال في خلق تنوع موسيقي فريد، يجذب نظرات الإعجاب والتقدير لليمن من جديد بعد أن طغت نظرات الشفقة والحزن على هذا البلد. في هذا العدد نتعرف أكثر حول هذا المشروع الرائد من خلال اللقاء مع واحد من الشباب الرائعين في طاقم إدارة المشروع.


في البداية هل يمكنك أن تعرفنا عن نفسك وعن دورك في مشروع السمفونيات التراثية؟

اسمي: عبدالله صلاح بن رعية، عضو إدارة مشروع السمفونيات التراثية.


ما هو مشروع السيمفونيات التراثية؟

هو مشروع يقوم بتقديم الألوان التراثية بقالب موسيقي الكسترالي عالمي. فكما تعرف توجد لدينا – في اليمن – الموسيقى وهي جزء من نمط حياتنا، ولكن السؤال هو كيف يمكن أن تُقدم بأسلوب الكسترالي عالمي؟ في الحقيقة ينبثق عن مشروع السمفونيات التراثية مجموعة من الحفلات منها: الحفلة السابقة في كولالمبور، والآن، الحفل الذي سيقام في القاهرة. ويتم ذلك عن طريق تأليف مقطوعات موسيقية مستوحاة من ألوان تراثية، وتقديمها في حفلات موسيقية في دول مختلفة حول العالم. هذه الحفلات تقدمها فرقة موسيقية تتكون من عازفي الآلات التراثية لبلد المقطوعة وعازفي الآلات المختلفة من البلد المستضيف. فعلى سبيل المثال، في حفل كولالمبور كان هناك العديد من العازفين الماليزيين وكذلك عازفي التراث اليمني من اليمن. وهذا كله بغرض نقل صورة أكثر تكاملاً عن الشعوب وعراقتها وتعبير عن واقع ممزوج بين الثقافات، خصوصًا أن الموسيقى هي اللغة التي جمعت العالم وخلالها ننقل رسالة تعايش وسلام إلى الجميع.  

من أين أتت فكرة هذا المشروع ومتى كانت الانطلاقة؟

البداية مع فكرة محمد القحوم، وهو موسيقي معروف، يهوى الموسيقى بالإضافة إلى كونه مؤلفاً موسيقياً، بدأت لديه هذه الفكرة لتكوين صورة موسيقية عن بلده. إذ تساءل لماذا لا نوثق الموسيقى اليمنية بشكل يكون مفهومًا في الخارج؟ فعلى سبيل المثال، نحن لدينا الألوان المختلفة، لكن كيف نوثق هذه الألوان بوسيلة يفهمها الجميع؟ شيء مقروء بحيث يستطيع أي موسيقي حول العالم قراءة نوتاته بصورة سهلة وبسيطة وفهم حقيقي لهذه الموسيقى. ومنذ خمس سنوات تقريباً بدأت الفكرة تتطور شيئاً فشيئاً. وبدأ بعدها التأليف، وتسويق المشروع، والبحث عمن يتبنى هذه الفكرة الكبيرة في نظر محمد، حتى خرجت إلى النور في 2019م، وكانت رحلة يشاد بها حقيقة خصوصًا في اليمن.

<<اليمن لا تزال تعيش، ولا تزال تنبض بالحياة، وما زال في جعبة اليمن الكثير مما لم يُشاهد كما ينبغي>>

الانطلاقة كانت من حفل كولالمبور، كان اسم الحفل "أمل من عنق الألم" إذ بدأ المشروع من العاصمة الماليزية كولالمبور في 31 أبريل-نيسان عام 2019م، وهو حفل موسيقي مشرف للوطن بشكل عام. أقيم على خشبة مسرح أستانا بودايا (قاعة قصر الثقافة - ماليزيا). وخلال هذا الحفل تم تقديم ست مقطوعات مستوحاة من اللون الحضرمي اليمني. 


  • محمد القحوم، مؤلف موسيقي يمني، ولد في مدينة تريم بمحافظة حضرموت عام 1991م

ما هي علاقة السمفونيات التراثية بالالكسترا الحضرمية؟ 

الالكسترا الحضرمية هي نفسها حفلة كولالمبور، وأطلق عليها هذا الاسم لأن اللون في جميع المقطوعات كان لوناً حضرمياً ولذا أخذت المسمى الذي شاع وهو الالكسترا الحضرمية لكن الاسم الرسمي هو حفلة كولالمبور: أمل من عنق الألم، ضمن مشروع السمفونيات التراثية. 

ماهي أهداف مشروع السمفونيات التراثية؟ وإلى ماذا يسعى؟ 

الوضع الذي نعيشه اليوم في اليمن يحتاج أن ننقل عنها صورة جيدة ومختلفة عما يشاهده من هم خارج الوطن على نشرات الأخبار ونحوها. ومن خلال الموسيقى ننقل رسالة سلام وتعايش، فينبغي علينا أن نضع بصمة الوطن خارج نطاق الحرب وخارج نطاق الصراع الذي تعيشه اليمن. 

<<إن الشباب لا يزالون يحملون قوة لتحمل كل هذه الظروف>>

ماهي الألوان التراثية التي يسلط المشروع الضوء عليها؟ 

في الحفلة الماضية في كولالمبور كان اللون الحضرمي هو الطاغي في الحفل بشكل عام. وفي الحفل الثاني والذي سيقام في القاهرة: "نغم يمني على ضفاف النيل". وبما أنه نغم يمني فستجد فيه العديد من الألوان اليمنية مثل: الموسيقى العدنية، والصنعانية، والحضرمية، بالإضافة إلى اللون المصري، وبالتأكيد بعض النغمات الأخرى التي تجمع اليمن في نغمة واحدة يمنية كاملة ومتكاملة. 


جانب من حفلة كولالمبور: أمل من عنق الألم

في المسابقة التي أقامها مشروع السيمفونيات التراثية تحت عنوان "مسابقة نغم يمني" كان اهتمامكم ينصب على أشياء أخرى غير الغناء والموسيقى مثل التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو، فما أهمية هذا بالنسبة لكم؟

الراعون لحفلة السيمفونيات التراثية هم: وزارة الثقافة والإعلام والسياحة اليمنية ووزارة الثقافة المصرية بالإضافة إلى مؤسسة حضرموت للثقافة. ومؤسسة حضرموت للثقافة مهتمة بكل الألوان الفنية كالمسرح، الموسيقى، والأدب. وارتأت المؤسسة أنه من الضروري أن ننظر إلى الثقافة بشكل عام. فجاءت بفكرة مسابقة تجمع الصورة والفيديو والموسيقى والأغنية، بغرض اكتشاف مواهب الشباب وتشجيعهم وإبراز قدراتهم وإبداعهم الذي يمارسونه. وهذا يجعل تسليط الضوء يشمل كل جوانب التراث وإظهارها للعالم عن طريق الصوت والصورة سواء كانت أزياء ورقصات أو موسيقى وغناء ومعالم مهمة. والسمفونيات التراثية هو مشروع ضمن مشاريع مؤسسة حضرموت للثقافة وستدخل لاحقًا مؤسسة حضرموت في كثير من المشاريع المصاحبة. 

ما هي أبرز الفعاليات والأنشطة ضمن مشروع السمفونيات التراثية؟

السمفونيات التراثية هي حفلتان رئيسيتان هما، حفل كولالمبور: "أمل من عنق الألم"، والآن التجهيز للحفل الثاني في القاهرة: نغم يمني على ضفاف النيل، الحفل الأول كان 6 مقطوعات والحفل الثاني 8 مقطوعات موسيقية مستوحاة من مختلف ألوان الفن اليمني وبعض المقطوعات باللون المصري. والحفلة التي ستقام في القاهرة يعزف فيها أكثر من 120 عازفا وعازفة من اليمن ومصر وجنسيات أخرى. ومن المهم الإشارة إلى أن حفل القاهرة سيقام في 10 مارس-آذار من هذا العام 2022م. وستقام في دار الأوبرا المصرية في المسرح الكبير. 


كيف يتم اختيار العازفين اليمنيين الذين يشاركون في فعاليات المشروع؟

ليس كل العازفين في اليمن يقرؤون النوتات الموسيقية، وهذا يمثل تحديًا للوصول إلى مقطوعة كاملة ومتكاملة، وفيها نوع من التجانس مع أشخاص تعد قراءة النوتة بالنسبة لهم مهمة صعبة. ففي الحفل الأول في كولالمبور، كان هنالك تدريب طويل حتى يكون الكل على نغمة واحدة وحتى يصبحوا إلى حد ما مساويين لأولئك الذين يمتلكون قدرات قراءة النوتات. لذا تم اختيار البعض بكل تأكيد على أساس القدرة على العزف في الجانب التراثي ومع الوقت انسجموا مع النوتات والمقطوعات التي تم تأليفها من قبل الموسيقي محمد القحوم. بعد حفل كولالمبور تم تدريب عدد من الموسيقيين المشاركين في الحفل وإعطاؤهم كورسات في القاهرة، وأصبحوا قارئين جيدين للنوتات، بالإضافة إلى أن المشاركين الجدد أصبحوا يمتلكون فهما لمعنى النوتات والنغمات، بالإضافة إلى العازفين المتقنين مسبقا لقراءة النوتات.

<<مسابقة نغم يمني جمعت الكل، رغم كل الذي نعيشه.. جمعتهم هذه المسابقة في حب الفن ورغبتهم في إيصال رسالة>>

فالموضوع ليس بالبساطة بحيث نأخذ مجموعة من اليمن لعمل حفلة قائمة على قراءة نوتات لكن الجميع أثبت وجوده وأصبحوا عازفين يقفون في دار الأوبرا في مصر وليس أي مسرح، بل المسرح الكبير. وحتى في أستانا بودايا كان المسرح كبيراً إلا أنهم أثبتوا وجودهم وأظهروا قدرتهم على أن يكونوا عازفين كبار، وهم كذلك فعلا. 

هذا يدفعني للسؤال حول إن كان الباب مفتوحًا لكل الموهوبين في الموسيقى والغناء للمشاركة في فعاليات المشروع؟

بالتأكيد مفتوح، ولعلك تلاحظ أن المشاركين من الفعالية السابقة أصبحوا الآن ضعف العدد تقريباً في هذه الفعالية، ومن مختلف المحافظات. لذا فإن من يحب هذه المهنة ويحاول أن يظهرها على خشبة المسرح سيكون قادرا على الانضمام إلى السمفونيات التراثية عند البحث عن عازفين. 

دعني أعود بك قليلا إلى حديثك عن التدريبات التي تلقاها العازفون، يبدو لي أنه من الممكن القول إن التدريبات كانت ضمن بروفات. لكن هل يفكر مدراء هذا المشروع أو مؤسسة حضرموت في توفير برنامج تدريبي متخصص في المجال الفني سواء الموسيقى أو الغناء؟

لدى مؤسسة حضرموت الآن مشاريع كثيرة، ولست على اطلاع كامل بنوعية المشاريع، لكن بوجود قسم خاص بالموسيقى فبالتأكيد سيكون هناك دورات تدريبة للاهتمام بالكوادر الشبابية في الجانب الموسيقي.


هل تحصرون التدريب في فئة عمرية معينة؟

لا، إطلاقا ليس هناك عمر محدد، ما يهمنا فقط هو أن يتحلى الشخص بالموهبة والقدرة على إثبات وجوده في هذه المهنة الفنية.

في هذا الوقت الذي نلتقي بك يصادف إغلاق باب التقديم على مسابقة نغم يمني، هل يمكن أن تحدثنا أكثر عن طبيعة المسابقة والهدف منها؟ 

هي في البداية كانت عبارة عن مسابقة لاكتشاف المواهب وتشجيعها في جميع المجالات المختارة سواء التصوير (الفوتوغرافي أو الفيديو)، أو الغناء، أو الموسيقى. وكثير من المواهب المشاركة من جميع المحافظات فاجأتنا. أصوات وموسيقى جميلة، وتصوير إبداعي، وهذا يثبت أن البيئة اليمنية رغم الظروف لا ينعدم فيها الشغف والتحدي. فإذا دخلت على هشتاج #نغم_يمني ستشعر بالحياة، وترى أن الشباب لا يزالون يمتلكون القوة لتحمل كل هذه الظروف.  وينتقلون من مرحلة إلى مرحلة بسهولة، وهذا ما شجع الإدارة على إقامة مسابقة قبل حفلة القاهرة حتى يشجعوا الشباب للنظر إلى واقع العالم الفني بصورة جديدة وفيها نوع من الأمل. 

<<المشاركات التي وصلتنا تجعلنا فعلا نشعر أنها كانت تستحق هذا الجهد في تنظيم مسابقة وتستحق التكريم والجائزة>>

فجاءت مسابقة نغم يمني لتشجع الشباب، صحيح أننا لم نحدد سن التقديم لكن بالفعل كان الشباب هم أغلب المشاركين بالإضافة إلى أطفال ذوي مواهب جميلة. وتمكنا من التعرف على موسيقيين بآلات مختلفة، بل وبعضهم يعزف على أكثر من آلة. واستمعنا إلى فنانين يعزفون نغمات جميلة سواء الصنعاني، أو الدان الحضرمي، أو اللون العدني، أو اللون اللحجي، وكلا الجنسين مشاركين في كل الأنواع والألوان. لقد جمعت مسابقة نغم يمني الجميع، رغم كل الذي نعيشه. جمعتهم هذه المسابقة في حب الفن ورغبتهم في إيصال رسالة ما. لذا نجد أن كثيراً من الأعمال كانت معبرة بما في ذلك الصور، إذ فوجئنا أن التصوير لم يكن عبارة عن صور للتراث أو معالمه فقط، بل أيضاً محاولة دمج ذلك في قصة. والمشاركات التي وصلتنا تجعلنا فعلا نشعر أنها كانت تستحق هذا الجهد في تنظيم مسابقة وتستحق التكريم والجائزة. ومساعدتهم على بناء شبكة علاقات فنية في الخارج. ومن الجدير بالذكر أننا تعمدنا أن تشترط المسابقة أن يكون المتقدم من داخل اليمن وليس من خارجها، لأن كثيراً من الموهوبين الشباب يفتقرون للفرصة في التعرف على الفنون والفرص الفنية المتاحة خارج اليمن.

هل تم الإعلان عن نوع الجائزة التي سوف يحصدها الفائز في مسابقة نغم يمني؟

نعم، تم الإفصاح عنها وهي عبارة عن حضور لحفلة القاهرة في العاشر من مارس، شاملة التكاليف. وإلى لحظة إجراء هذه المقابلة معكم لم يتم تحديد الفائز بعد، (ملاحظة: تم تحديد الفائزين لاحقًا في 11/2/2022م) ومن كل مجال سيتم اختيار فائز واحد. أي بإجمالي أربعة فائزين عن الغناء والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو.

هل هناك خطة لمشروع السمفونيات التراثية ولمؤسسة حضرموت للاستفادة من هذه المواهب؟ 

في البداية دعني أقول إن المشاركات جميعها ستبقى في الحفظ والصون في المشروع، وإذا طلبت المؤسسة بيانات ونماذج أعمال المشاركين من أجل أي مشروع قادم أو من أجل تدريبهم أو ما إلى ذلك، أو أي جهة أخرى تكون صادقة في رغبتها لدعم هذه المواهب وتأهيلها وتدريبها. لكن مؤسسة حضرموت هي من تملك الحقوق في هذا الموضوع. إذاً، هذه البيانات والمعلومات والمشاركات ستبقى بيانات موجودة لدى مشروع السمفونيات التراثية بقيادة الموسيقار محمد القحوم، وهذه البيانات جميعها ملك لمؤسسة حضرموت للثقافة. وإن شاء الله سيكون هناك مشاريع قادمة في مجال المسرح والأدب والموسيقى.  


ماهي أبرز المعوقات التي واجهت السمفونيات التراثية؟ 

بعد الحفلة الأولى تم إخراج فيلم وثائقي عن حفلة كولالمبور، ويصف هذا الوثائقي بعنوان "صنع من ألم" كيف كانت هذه الحفلة بشكل عام. وفيه ذُكرت الصعوبات والتحديات للخروج من اليمن إلى عمان (ثم إلى الإمارات) ومنها إلى ماليزيا، وكيف كان التحدي الذي واجه العازفين وتحدي المزج بين العازفين الأجانب والعازفين التراثيين وكيف كانت المعوقات في تأليف المقطوعات والصعوبات التي صادفت الفريق وكيف كان الدخول إلى الحفل، أعتقد أنه إذا كان للقراء الكرام فرصة لمتابعة هذا الوثائقي، فسيصف لهم الصعوبات بشكل أكثر وضوحًا. لكن إن أردت أن أسرد بعض هذه المعوقات فبالتأكيد أبرزها السفر من اليمن إلى الخارج. وقد تسبب هذا الأمر في عرقلة بعض الأشخاص. بالإضافة إلى مشكلة الإنترنت في مسابقة نغم يمني، فقد علقت المشاركات لخمسة أيام تقريباً؛ نتيجة لانقطاع الإنترنت عن اليمن بشكل عام، وقد سبب ذلك مشكلة، لأن الإنترنت كان أداتنا في عمل البروفات بين العازفين في اليمن والعازفين في الخارج، وكان أداتنا أيضاً في تسويق النشاطات ومن ضمنها المسابقة لكن انقطاع الإنترنت كان معرقلا حقيقياً. وبعد عودة الإنترنت حاولنا أن نعطي مساحة أكبر ونعوض فترة الانقطاع، وتم تمديد المسابقة لخمسة أيام أخرى.  ومن ضمن الصعوبات التي نواجهها عملية البحث والاختيار للموسيقيين بحيث نحصل على تكامل في الفرقة الموسيقية التي نختارها. وقد بذلنا جهداً كبيراً وتم الوصول إلى عدد كبير من الموسيقيين.

في النهاية هل هناك رسائل ترغبون في توجيهها من خلال مجلة نافذتي؟

إذا كانت هناك رسالة إلى العالم فلابد أن تكون أن اليمن ما زالت تنبض بالحياة، وما زال في جعبة اليمن الكثير مما لم يُشاهد كما ينبغي. اليمن عبارة عن تحفة كاملة الأوصاف بكل ما فيها، بجمال نغمها الموسيقي، وبجمال طبيعتها الخلابة، وبجمال أهلها، وبجمال تفاصيل العادات والتقاليد فيها، وبجمال اختلافها من منطقة إلى أخرى، وهذا ما يجعل الزخم الثقافي والتراثي فيها عالياً جداً، اليمن تحفة فنية ولوحة لابد أن تُرى كما ينبغي. لذا نتمنى أن يسهم مشروع السمفونيات التراثية في إظهار جزء من هذه اللوحة الكبيرة بشكلها الجميل واللائق باسم اليمن. والموسيقى هي لغة الشعوب فكل نغمة تعزف في السمفونيات التراثية وكل نوتة تعزفها السمفونيات التراثية هي تمثل اليمن بشكل عام، ونقول لليمنيين جميعهم "نحن الآن نعزف باسمكم ونوصل رسالتكم، ونتمنى أن تكونوا سنداً لمشروع السمفونيات التراثية، وتؤمنوا أن الموسيقى هي سبيل لوصول رسالتكم إلى الخارج بصورة قد لا تكون موجعة، ولكنها صوت واضح وصوت فيه الكثير من العلامات التي تمثل الشعب اليمني." 

قبل ختام هذا اللقاء هل هنالك ما تود إضافته أو التذكير به؟

أشكركم، وقد استفضنا في الحديث عن المشروع لكنني أحب أن أذكر أن حفل القاهرة: نغم يمني على ضفاف النيل في عشرة مارس-آذار 2022م في دار الأوبرا المصرية على المسرح الكبير، متمنين من الجميع أن يشهد هذا الحفل، سواء الذين في القاهرة أو على الشاشات في بث مباشر على كثير من القنوات اليمنية حيث سيتاح لجميع اليمنيين مشاهدة هذا الحدث.

في الختام، نحن في مجلة نافذتي نشكر الجميل: عبدالله بن رعية على كل المعلومات التي زودنا بها. ونشكر كل طاقم عمل سمفونيات التراث على جهدهم العظيم. كما نشكر الفنان المتألق محمد القحوم على إصراره على الإبداع. وشكر موصول أيضًا منا لكل من دعم هذا المشروع الجبار ليكون فخرا وأملا لكل يمني ويمنية. 

إن مزج الفن اليمني بآلاته الشعبية مع الموسيقى الالكسترالية العالمية ليس بالأمر الهين. وليس من الهين أيضاً أن تدمج عازفين قادرين على قراءة النوتات بآخرين يعزفون على الأذن الموسيقية فقط. أما خطوة تدوين الموسيقى اليمنية هي خطوة جبارة ترفع لها القبعات. وكذلك الأمر مع تقديم العروض في مناطق مختلفة من العالم في ظل الوضع الراهن فهي مهمة غير سهلة وبالغة الصعوبة ليس لتعقيدات السفر فقط، بل كذلك لتعقيدات نقل المعدات أيضاً. كل ذلك ليصنعوا لحن الحياة لليمن السعيد. 


Related Post