Sunday, 06 Oct 2024
الحيوانات النادرة في اليمن

كنوز وطنية على حافّة الانقراض

سليم الأغبري

متلك اليمن تنوعاً بيئياً يجعلها موطناً مميزاً للكثير من الكائنات الحية كالنباتات والحيوانات والطيور. وهو ما يجعلها حاضنة طبيعية للمخلوقات النادرة. بعضها قد تعرض للانقراض والبعض الآخر مهدد بكارثة الانقراض. وتتوزع الكثير منها في 182 جزيرة و5 محميات طبيعية بالإضافة إلى عدد من حدائق الحيوانات في عموم البلاد. والتي تعاني قدراً من الإهمال والمعاناة وضعف الاهتمام نتيجة قلة الوعي بالإضافة إلى الصراع العسكري الدائر في اليمن والمشكلات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد، والذي يضعف الدور القانوني في هذا الجانب. وقد تلعب هذه الكائنات في المستقبل دوراً سياحياً طبيعياً لليمن ورافداً لاقتصادها. فهذه الحيوانات هي بمثابة كنز وطني، وإذا ذهبت لن تعود. 

وتوجد في اليمن عشرات الأنواع من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، والتي تشكل ميزة لهذا البلد، وتُحمل أبناءها مسؤولية بيئية ووطنية في حمايتها. كما يُمنع الاتجار بها وفقاً لمعاهدة سايتس CITES الدولية لحماية الأنواع البرية المهددة بالخطر. وفي هذا العدد نستعرض بعضا من هذه الحيوانات والمخاطر التي تتعرض لها. 

  • النمر العربي: 


يعد النمر العربي من الحيوانات المهددة بالانقراض إذ تم إدراجه على القائمة الحمراء للـ IUCN منذ عام 1996 حيث قدِّر أن أقل من 200 فرد بري على قيد الحياة في عام 2006. لكن أعدادها تنخفض بشكل مستمر. 

كما تم اعتماد النمر العربي ليكون الحيوان الوطني لليمن، بقرار حكومي صادر عن مجلس الوزراء رقم 260 لسنة 2009، والذي يقضي باعتبار النمر العربي "الحيوان الوطني للجمهورية اليمنية"، واعتماده رمزاً للحياة البرية والهوية الوطنية في البلاد. 

وفقاً لمنظمة "حسنة"، التي تدعم إنقاذ الحيوانات، فإنه يوجد في اليمن أكثر من 50 نمراً من النمور العربية المهددة بالانقراض. ويعيش معظمها في أقفاص حدائق الحيوانات في البلاد. وتحوي حديقة تعز لوحدها حوالي 38 نمراً عربياً. 

وتتعرض النمور العربية في اليمن إلى عمليات اصطياد تسفر إما عن قتلها أو تهريبها. إذ تشير منصة حلم أخضر المختصة في البيئة إلى أنه في عام (2011م) تم صيد 11 نمراً عربياً وتم تهريب 10 منها إلى دول خليجية. وفي عام (2014م) تم قتل اثنين من قبل السكان المحليين. وفي فترة الحرب وتحديداً بين عامي (2015م – 2019م) تم قتل 18 نمراً عربياً في اليمن. 


نمران تعرضا للقتل في محافظة أبين جنوبي البلاد



  • الوشق البري (العربي): 


الوشق هو قط بري من فصيلة السنوريات. ويتواجد في مناطق مختلفة من اليمن. ويعيش في المناطق شبه الصحراوية والمنحدرات الجبلية. كما يعتبر حيوان الوشق واحداً من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، والتي تتواجد بأعداد قليلة على المستوى العالمي. 

يعتبر الوشق من صيادي الليل إذ يبحث في العادة عن طرائده في الظلام. ويتصف جسده بالقوة، وهو سريع في ملاحقة فريسته. وله مظهر رشيق وشكل جميل تزينه خصلتان على طرفي أذنيه وذيل قصير يميزه عن بقية أنواع القطط. كما يجيد صيد الطيور بخاصية القفز لأمتار. 

ويتعرض الوشق لعمليات قتل من قبل السكان المحليين الذين يخافون منه على ماشيتهم ودواجنهم. وذلك من شأنه أن يقضي على وجود الوشق نهائياً. إذ تذكر منصة حلم أخضر، أنه خلال العام (2020) فقط تم قتل 6 منها في محافظة شبوة فقط. 

وتحاول بعض الجهات المعنية بالدفاع عن الحيوانات والبيئة التفاوض من أجل تسليم الوشق لها عوضاً عن قتله عندما يتمكن السكان المحليين من القبض على أحدها. ومحاولة توفير مكان أفضل وأكثر أمنا للوشق لحفظه من الانقراض. 


وشق تعرض للقتل في محافظة شبوة جنوب اليمن



  • الوعل اليمني (العربي): 


الوعل نوع نادر من الغزلان والماعز الجبلي. ويعتبر حيواناً مقدساً عند اليمنيين القدماء ورمزاً للإله عثتر. إذ اعتبر اليمنيون الأوائل قائد القطيع من الوعول رمزًا يجسد الإله عثتر إله المطر والخصب والإخصاب. ويعتبر الصيد وتدمير مواطن الوعول واحدة من أهم وأكبر المشكلات التي تهدد مستقبل الوعول في الجزيرة العربية. 

وتشهد اليمن تناقصًا مخيفًا في أعداده، نتيجة لأعمال القتل والصيد التي تتم في مناطق مختلفة من اليمن. وأشار أحد فرق المسح الميدانية في اليمن عام (2007م) إلى أن الوعول يمكن أن تنقرض كلها إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.


صيد جائر لوعل في محافظة حضرموت، جنوب البلاد


هذه الحيوانات هي مجموعة بسيطة من عشرات الحيوانات النادرة التي تحتضنها اليمن كموطن أصلي، ووطن أخير لهذه الفصائل. ويمكنها أن تصبح ميزة قومية ووطنية لهذا البلد الفقير؛ تساعد في جذب أنظار العالم إليه وتطوير السياحة الطبيعية فيه؛ إذا ما استثمرت هذه الثروة والميزة القومية كما يجب. وسيخسر اليمن الكثير كما ستخسر الإنسانية والبيئة بخسارتنا لحيواناتنا النادرة. والحفاظ عليها هي مهمة وطنية وإنسانية عالية الأهمية يتشارك فيها المواطنون والدولة بمؤسساتها، والمنظومة الدولية أيضًا. ولنتذكر دائمًا أن قتل هذه الحيوانات بشكل مباشر أو عن طريق تهديد وتخريب مواطنها من شأنه بكل تأكيد تخريب التوازن البيئي وهو خطر حقيقي على الإنسان وعلى الكوكب.

الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة :(IUCNالقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض (تُعرف أيضًا باسم القائمة الحمراء لـ IUCN أو قائمة البيانات الحمراء)، تأسست في 1 964، هو المخزون الأكثر شمولاً في العالم للحالة العالمية الحفظ حالة الأنواع البيولوجية.

انفوجرافيك: جرائم صيد النمر العربي في اليمن 2011 – 2019/ حلم أخضر

مقتل 34 حيوان نادر في شبوة 2020/إنفوجرافيك: حلم أخضر

صفية علي، اليمن ـ حيوانات مهددة بالانقراض ضحية الحرب والإهمال وعدوانية الإنسان، DW.

Related Post