ملاك أحمد
للنباتات والحدائق آثار إيجابية كبيرة علينا، وفقا لدراسات عديدة، فإذا كنت من محبي البستنة والنباتات فبالتأكيد ستستهويك مقالتنا هذه، وإذا لم تكن كذلك فعليك بالتأكيد البَدْء في التفكير بالاعتناء بالنبات حيث ستفاجأ بتأثيرها الإيجابي على حياتك. وغالبا حين نبدأ بتخيل عطلاتنا أو رحلاتنا العائلية أو حين نسمع كلمات مثل جنة ومكان جميل فإن أول ما يتراءى لأذهاننا أشجار الفاكهة الكثيفة والمروج الخضراء الممتدة تغطيها أنواع الأزهار والنباتات ولا يأتي هذا المنظر لخيالنا أو لعقولنا الباطنة من فراغ بل يعكس حاجة الكثير منا لأن يكونوا محاطين بالنباتات والطبيعة خاصة مع التطور العمراني والصناعي ومع التواجد أيضًا في بيئة أصبحت خالية تقريبًا من ملامح الطبيعة. فالأفكار وطلب السكينة واللون الأخضر، كل هذا يجعل عقولنا بحاجة ماسة إلى النباتات وبحاجة لأن نكون محاطين بها فهي المكان الذي نشأ فيه الإنسان، إنها وطننا. وبهذا المعنى، النباتات هي أشبه بتذكرة حية لعنصرنا الطبيعي.
فائدة النبات للصحة النفسية والجسدية
إضافة إلى كونها تقوم بتنقية الهواء وترطيب الجو والوقاية من أمراض الجهاز التنفسي كنزلات البرد والتهاب الحلق والسعال الجاف، يؤثر الاعتناء بالنباتات بداية بالتحرك حولها ولمس التربة والبذور والزهور والتواجد تحت أشعة الشمس بشكل إيجابي على المهارات الحركية لجسم الإنسان ولكنه يعمل بشكل أعمق على الصحة النفسية بالنظر إلى ما يمكن أن تفعله النباتات والبستنة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية حيث يقلّل وجود النباتات في محيطهم من شعورهم بالتوتر والقلق، ممِّا يؤثّر بطريقة إيجابيَّة في حالتهم المزاجيَّة وثقتهم بأنفسهم، إذ يزداد تفاؤلهم، وشعورهم بالرفاهية، كما أن الاعتناء بالنباتات مع أفراد عائلتك يعزز قيمة العمل الجماعي ثم إن لها تأثيراً مهدئاً عليك فهي تعيد الإنسان لتلاحمه القديم مع الأرض والطبيعة التي أعتاد أن يكون جزءاً منها في العصور القديمة، وتتجدد الطاقة التي يحصل عليها حين يذهب للأرياف حيث تزداد فيها مساحة النبات، وهو ما يثبت أن النباتات تساهم كثيراً في تجديد بيئتك وطاقتك للحياة.
نباتات في كل مكان
النباتات في المنزل: يمكن للنباتات المنزليَّة أن تنقّي الهواء، نتيجة قدرتها على امتصاص السموم منه، والمُتمثِّلة في المركّبات العضوية المتطايرة، مثل: أدخنة السجائر، والمواد الناتجة من تحلّل أكياس النايلون، بالإضافة إلى البنزين، وثلاثي الكلور، التي تتواجد في الألياف الصناعية مثل: الحبر، والمذيبات، ومواد الدّهان.
النباتات في العمل: إن تواجد النباتات في مكاتب الموظفين يقلّل من تعبهم ويزيد من إنتاجيتهم، ويقلّل من فرص الإصابة بالصداع، وعوارض الإنفلونزا.
النباتات في المشافي: أثبتت مجموعة من الدراسات أن وضع النباتات في غرف المشافي يساعد في سرعة تماثل المرضى الذين خضعوا لعمليَّات جراحيَّة للشفاء.
النباتات في المدارس: بيّنت إحدى الدراسات أن تركيز الطلاب ازداد بنسبة لا تقلّ عن 70%، عندما كانت الغرف الصفِّيَّة تحتوي على بعض النباتات.
نباتات صبورة وسهلة العناية
إذا كنت لا تملك أي معلومات عن العناية بالنباتات وتود البَدْء في امتلاك نباتات سواء كان في المنزل أو في مكان عملك فقد اخترنا لك أسهل النباتات التي يمكن أن يعتني بها الجميع دون أن تموت ولا تحتاج للكثير من الضوء والماء والعناية
نبات البوتس أو اللبلاب: ما يميز هذا النبات هو أنه نبات صبور ومناسب حيث يتحمل الحرارة وهو مناسب للمنازل وتسهل العناية به وله شكل لطيف حيث يمكن لف الأفرع الطويلة منه على أسلاك بلاستيكية وتمديده في جهات مختلفة من الغرفة أو المكتب لتملأ المكان بأوراقه.
نبتة البامبو أو قصب الحظ: Lucky Bamboo وهي شجيرة جميلة تشبه القصب وليست من القصب كما يظن كثير من الناس. وتعد من النباتات التي تتحمل قلة الإضاءة، وكثيرًا ما تُربَّى في الماء الذي يتطلب التغيير مرة في الأسبوع أو أكثر.
جلد النمر: يتحمل هذا النبات انخفاض الرطوبة والتعرض لتيارات الهواء وجفاف التربة ويفضل الجو الجاف في الشتاء أي الرطوبة المنخفضة. ينمو نبات جلد النَّمِر في الضوء الساطع وكذلك في الظل الخفيف وفي المناخ الدافئ ويتميز بجمال أوراقه وتفردها.
صبار القلعة السحرية: وما يميز الصباريات بشكل عام قدرتها العالية على التحمل فهو يصبر ويتحمل ويعتبر خيارًا جيدًا للمبتدئين بتربية النباتات وخيارًا رائعًا لمن يبحث عن نباتات داخلية سهلة العناية.
ويمكنك أن تجد العديد والعديد من الأنواع السهلة للعناية والتي ستُقترح عليك عند الذَّهاب للمشاتل لاختيار نبتة. لكن لا تنسى أن النبات يرمز للحياة المتجددة فلا يعني كون بعضها سهلة العناية إهمالها التام. ولا ننسى أن نبينا الكريم حث على الغرس والزراعة حتى في أشد المواقف وأصعبها فقال: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألّا تقوم حتى يغرسها فليفعل".
