قد يعتقد البعض أن الصيام ممارسة غير صحية بسبب حرمان الجسم من الأكل، ولكنه عكس ذلك تماما، حيث إن الأبحاث العلمية يوماً بعد آخر تثبت فوائد عدّة للصيام، لذا لا عجب أن الصيام قصير المدى أصبح مقبولا على نطاق واسع. إذ يقوم الصيام بتنظيف أجسامنا من السموم ويجبر الخلايا على القيام بعمليات لا يتم تحفيزها عادة عندما يكون هناك تدفق مستمر للطاقة بسبب الطعام. وعندما نصوم، لا يتمكن الجسم من الوصول المعتاد إلى الجلوكوز، مما يجبر الخلايا على اللجوء إلى وسائل ومواد أخرى لإنتاج الطاقة. ونتيجة لذلك، يبدأ الجسم في استحداث السكر، وهي عملية طبيعية لإنتاج السكر الخاص به. يساعد الكبد عن طريق تحويل المواد غير الكربوهيدراتية مثل اللاكتات والأحماض الأمينية والدهون إلى طاقة جلوكوز.
كما تحدث أيضا الحالة الكيتونية أثناء الصوم، وهي عملية أخرى تحدث عندما يحرق الجسم الدهون المخزنة كمصدر أساسي للطاقة. وهذا هو الوضع المثالي لفقدان الوزن وتحقيق التوازن بين مستويات السكر في الدَّم. ثم إن للصيام فوائد كتعزيز الأداء المعرفي، والحماية من السمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها، وتحسين اللِّيَاقَة العامة عن طريق فقدان الوزن، ويؤخر الشيخوخة ويطيل العمر لأنه يساعد الجسم في التخلص من الخلايا السامة القديمة واستبدالها بخلايا صحية جديدة.
كما قد يساعد في الوقاية من السرطان ويزيد من فعالية العلاج الكيميائي -أظهرت دراسة حديثة أجريت على السرطان في الفئران أن الصيام أثناء العلاج الكيميائي ينشط جهاز المناعة ويكشف الخلايا السرطانية.
ويعزز الصيام أيضًا، التحكم في نسبة السكر في الدَّم عن طريق تقليل مقاومة الأنسولين، حيث وجدت العديد من الدراسات أن الصيام قد يحسن التحكم في نسبة السكر في الدَّم، مما قد يكون مفيدًا بشكل خاص لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري. وكما أن تقليل مقاومة الأنسولين يؤدي إلى زيادة حساسية الجسم للأنسولين، مما يسمح له بنقل الجلوكوز من مجرى الدَّم إلى الخلايا بشكل أكثر كفاءة.
ودعونا لا ننسى أيضًا، الفوائد الروحية للصيام كتهذيب النفس، والتعود على الصبر، والشعور بمعاناة الفقراء، والأهم من ذلك هو الأجر عند رب العباد.
