Sunday, 06 Oct 2024
محمد صلاح:

أحد أكثر المؤثرين في العالم.

"محمد صلاح أكثر من مجرد لاعب كرة قدم".

هكذا عنونت مجلة التايم مقالها عن محمد صلاح حين اختير ضمن قائمة أكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم، قائمة ضمت وقتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الباكستاني ولاعب الكريكيت السابق عمران خان، ومؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، والسيدة الأمريكية الأولى السابقة ميشيل أوباما. ومن يصدق أن ذلك التصنيف كان فقط في الموسم الثاني لصلاح في ليفربول!، أما الآن وفي الموسم الخامس لصلاح فقد تضاعف تأثيره على العالم بشكل لا يكاد يصدق. 

 وللعلم فإن من أهم تأثيرات صلاح في مواجهة الكراهية والعنصرية والإسلاموفوبيا، كان عبر استجابته بتوازن وسلام وتسامح وتمثيله للإسلام خير تمثيل، فبالنسبة لمحمد صلاح، يسير الإيمان وكرة القدم جنبًا إلى جنب، ولا يمكن التقليل في تقدير دوره كمسلم بارز في اللعبة الحديثة، فغالبًا ما يُرى صلاح وهو يرفع يديه للدعاء قبل المباريات، بالإضافة إلى قيامه بالسجود في العديد من المناسبات التي سجل فيها لليفربول. صلاح يحمل دينه على عاتقه، لقد ذهب بعيدًا عن مجرد تغيير المفاهيم في المدينة التي يلعب فيها، حيث غنى المشجعون بانتظام "إذا سجل عددًا قليلًا، فسأكون أيضًا مسلمًا، إنه يجلس في المسجد حيث يريد أن يكون"، حتى إنه بدلًا من التباهي بثروته أو التهرب الضريبي، جعل صلاح المزيد من الناس على دراية بممارسة الزكاة، ورفع الوعي العام حول القضايا المجتمعية.


العلامة التجارية لاسم محمد صلاح ضخمة جدًا، لدرجة أنه أعار اسمه لحملة مكافحة المخدرات التي ترعاها الحكومة، والمفاجأة أنهم أبلغوا عن زيادة بنسبة 400٪ في المكالمات إلى خطهم الساخن. إنه الآن الوجه العالمي لشركة بيبسي، إلى جانب ليونيل ميسي؛ وذلك بفضل متابعي صلاح الهائل على وسائل التواصل الاجتماعي.

أما في مصر، حيث تدرس قصة حياته في المدارس، لقبه هو "صانع السعادة". ويرجع ذلك إلى إنجازاته في الملعب، حيث قاد ليفربول خلال خمسة مواسم، إلى لقب الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، محطمًا عددًا لا يحصى من الأرقام القياسية في طريقه، وقد كانت مآثره أكبر من ذلك، ففي نجريج، القرية الواقعة في دلتا النيل شمال القاهرة حيث نشأ صلاح، كان كرمه أسطوريًا: فقد دفع أموالًا لبناء مدرسة ومحطة لمعالجة المياه ومحطة إسعاف، وكل شهر تقدم مؤسسته الطعام والشراب والمال للمعوزين.

ووفقًا لباحثي جامعة ستانفورد، فإن وصول صلاح إلى ليفربول في عام 2017 ارتبط بانخفاض قدره 18.9 في المائة في جرائم الكراهية في المدينة. في مصر، كما ذكرنا سابقًا أدت مشاركته في حملة حكومية لمكافحة المخدرات إلى زيادة المكالمات إلى خط المساعدة بأربعة أضعاف.

قال عنه عمرو أديب، مذيع التلفزيون المصري الشهير، "صلاح هو الحلم"، إنه نموذج يحتذى به، فقد صنع قصة نجاح كبرى بعنوان: "كيف يمكنك أن تبدأ من الصفر وتصبح رقم واحد في العالم ". بالنسبة لبلد كافح للوقوف على قدميه مرة أخرى منذ انتفاضة الربيع العربي قبل أكثر من عقد من الزمان، فإن صلاح هو أكثر من مجرد رياضي: لقد أصبح نموذجًا مثاليًا لكيفية العيش.


Related Post