ما يمضي لن يعود أبدًا

ما لم ندركه، إننا لن نعود مجددًا، كُنا نظن أننا نستطيع العودة إلى ذلكَ المشهد إلى ذاكَ اليوم في تلكَ الساعة تحديدًا جاهلين أن كُل ثانية تمر مِن أعمارنا ليسَ لنا لقاء آخرُ معها، كلما تقدمنا أصبحنا كبارًا في العمرِ وفي الألم أيضًا، نحمل على أكتافنا ما لم تحملهُ الجبال.

تكتشف أن كُلَّ ما مضى وما كنتَ تحلمُ بأنه ينتظرك في ذلكَ العمر كان خدعة وأنَ حياتك التي تحلم بها ستتحقق معَ الآخرين إلا معك، وما عليكَ سوى الاكتفاء بمشاهدتها عن بعد لا يحق لك الاقتراب منها ولا يحق لها الاقتراب منك، فجأة تستيقظ على واقعٍ مُرّ كمرارةِ العلقم بل أشد مرارةً، تحمل حقائبك تريد السفر إلى شوارع الأمان تريد العبور من بوابة السعادة التي خرجت منها تصل في وقتٍ مُتأخر تتسارع أصواتٌ تخترق قلبكَ لا مسامعك أصواتٌ قوية تخبرك أنك كبرت.

ماريا عبده حسن